2 نوفمبر 2019

نانسي 3 " البلطجي "


هناك فِئتين من الكائنات اما كائنات أليفة او كائنات متوحشة ولكننا مزيج بين الاثنين ، طبيعتنا أليفة ولكن اذا تعديت حدودك معنا
 ستتحول الجينات الاليفة تلك الي متوحشة  نابعةَ من جينات النمور التي هي اصل فصائلنا جميعاً ، وعلي عكس ذلك اري الكلاب تماماً
 انهم متوحشون من الاساس ولكن حالات معينة هي التي تجعل منهم كائنات اليفة ، غالباً نحن والكلاب لا يمكننا الاتفاق علي شئ
 لا نجتمع فى مكان واحد ، حتي ان كان ذلك الكلب طيباً ومسكيناً فـ جُل ما سنفعله معه هو تجنبه واظهار اللامبالاه ناحيته ويكفينا فخراً
ان البشر اذا ارادوا مديح احد فسيطلقون عليه " قط " بينما اذا ارادوا ذم احدهم فسينادونه  بالـ " كلب " ، احياناً البشر يفهمون
 ليس جميعهم حمقي !

رأيتهم من بعيد ، دائما ما يطلقون السنتهم خارج افواههم ويسيل اللعاب منها ، دائماً نائمون والكثير منهم علي رقبتهم حبل او جنزير
من الواضح انهم خطر فعلاً وليس علينا فقط ، ناهيك عن نباحهم المزعج الذي ليس فيه اية ايقاع ،  شئ منفر ومستفز يملئ الهواء
 ضجيجاً وكل هذا لاجل ماذا ؟ عظام ترمي اليهم ، يا للحقارة ! ، هل تراهم شجعان ؟ نعم بعض من البشر يخافون منهم ويهابونهم
ولكن اذا انقلب هذا البشري وواجه الكلب ، سيتوقف الكلب وتمحي سيطرته علي الموقف وسيبدأ بالتراجع امام المقاومة اي انهم جبناء
 فى الاصل ، ولكن لاكون منصفاً هم لديهم شئ افضل فيه منا ولا ابالي به الصراحة وهو الوفاء للبشر ، اتري ؟ ليس شيئاً مهماً
 ماذا يعني ان تظل وفياُ للبشر ؟ هل ستأخذ جائزة فى نهاية المطاف مثلا ؟ ام سيتم ترقيتك ويعاملونك مثلهم !
عزيزي الحيوان ، البشر مجرد كائن معنا فى الكوكب ، نحن هنا قبله بفترات طويلة للغاية ، اى هم الضيوف وليسوا نحن
واظن ان كماليتهم تلك وعقولهم وحريتهم لمساعدة انفسهم ومساعدتنا وليس للتحكم بنا وبكل شئ ! ، مع احترامي الشديد
هم لا يستطعون سماع موجات الزلازل او رؤية الظلام ، هم قاصرون فى اشياء نحن متفوقون فيها عليهم كثيراً  اذا قل لي
لماذا من الواجب عليّ ان اظل وافية لاي منهم ؟!

الان اصبحنا ثلاثة قطط ، نمت الحواس لدينا سريعاً ، نستطيع ان نركض الان ونسمع ونشم ونري بشكل افضل ، يمكنني ان اذهب
لآتي بالطعام بنفسي دون اللجوء لأحد ، كانت الام تأتي لنا بالطعام احتياطياً ، تذهب معنا احيانا اذا خرجنا الي اى مكان جديد
او عندما لا تسطيع مراقبتنا منه ، تعلمت منها المناورة والاختباء اذا شعرت باي تهديد ، لا تفكرين مرتين يا صغيرتي ، ولا تتوقفي
لكي تستطلعي ما يحدث  ، يمكنك فعل كل شئ لاحقاً ولكن فى تلك اللحظة عليك بالهرب ، القفز دون خوف ، السرعة مطلوبة ، غالباً
انتي اسرع من كل اعدائك ، فاعتمدي علي نقاط قوتك اولاً ، وعندما يذهب الخطر يمكنك بعد ذلك من ادراك ما تشائين
 ولا تذهبي مباشرة لاي شئ لا تعرفينه  ، النصيحة الاخيرة بالطبع قد تعملتها بالتجربة من حادثة اخي !  ، لا تندفع الي اى شئ
لست متمكناً منه تماماً ، لدينا روح واحدة فقط ، لا اعلم لماذا البشر يقولون سبعة ! ، اعتقد انها قد تكون كناية عن اسلوبنا فى النجاة
 من اي ورطة نقع فيها ، فى الوقت الذي تشعر فيه باليأس من النجاة يٌضاء فى راسك فكرة قد تستغرق ثانية للتنفيذ ولسنا نحتاج
 لاكثر من ذلك وذلك ما حدث مع ذلك البلطجي المدعو " ميشو "

لا اعلم من اين يطلقون عليهم تلك الاسماء ! ، هي تناسبهم فعلاً ، هل رأيت كلباً قد يسمي باسم بشري ؟ صعب للغاية
المهم انني كنت اراقبه من بعيد وذات مرة لاحظ وجودي ، خرج منه فوراً ذلك الايقاع المنفر المستفز ، اكتفي بذلك الحقيقة فى اول مرة
 قد يكون رآني صغيرة وضعيفة ولا استطيع ان اسُد بعضاً من جوعه ، فى المرة الثانية تقدم وفى تلك اللحظة تملكني الرعب فعلاً
وركضت بأقصي سرعتي وكان ورائي الي ان فجأة توقف ، عندما نظرت للوراء وجدت علي رقبته حبلاً قد اتمد لنهايته فى ذلك المكان
 اي انه كلب حراسه ليس الا ، اثار فضولي كثيراً ان افعلها مرة اخري ولكن تلك المرة سأعلم بالتحديد اين سأذهب
طالما انه مربوط بذلك الحبل فأنا فى مأمن ، ولكني فكرت قليلاً وقلت فى نفسي يجب ان تكون المرة القادمة درساً لا ينساه
عندما مررت مقابل المنزل الذي يرقد دائماُ امامه وجدته ممدداً ولكن عيناه كانت تنظران لي وعلي شفتاه ابتسامه نصر
وكأنه يقول " تشجعي وتعالي وسوف ترين ماذا سأفعل يا صغيرة !  "
   ولكنه لا يعلم انني قد احضرت له مقلباً سيعلم من هذه الصغيرة  بعدها !!  





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

عنوان بلا عنوان

  مرهق للغاية، اشعر بالتوتر والخوف ، وكأن ثقل كبير علي راسي وجسدي، الوقت ضيق، دايما ليس هناك متسع لفعل ما يجب ، او مساحة للتعبير بحرية ، لا ...