6 نوفمبر 2019

جزيرة مالاوان " الشاطئ "


صورة ذات صلة

هناك علي شاطئ جزيرة مالاوان  جلس المواطن الملاواني مع صديقه المقرب وسط الرمال محاولين تفادي الكلام عن اي شيء
 كان قد حل  صديقه ضيفاً عليه من بلاد اخري ، جاء فقط للاستمتاع بوقته ولكنه لمعرفتهم الطويلة ببعضهم كان يعلم  الضيف
ان صديقنا لن يصمت حتي ينهي ما بداخله  ولأنه يعلم انه اذا بدء الكلام سوف يتكلم عما يشغل عقول الشعب الملاواني  الان
 من اختيار رئيساً جديداً يتولى مهام الجزيرة  ، نظر هذان الصديقان لبعضهما البعض  ثم افتتح  الملاواني الكلام قائلاً  " اتعرف " ؟
فأغمض الضيف عينيه مع حركة ضم الشفتان  فى محاولة بائسة تعني انه يعلم عن ماذا سيتكلم ولكنه لا يملك المقدرة
علي ايقاف صديقه مما سيقوله  لذلك اضطر الي الاستماع اليه  ، حينها أكمل الملاواني  قائلاً للضيف 
 " عندما تصبح رئيساً لجمهورية ما ، فأنت مطالب باشياء كثيرة ناهيك عن انك تمثل تلك الجزيرة التي يقدّر الناس بها بالملايين
 فى شخص واحد ، ذلك الشخص مثلاً هو انت ، المفترض ان هؤلاء الناس قد اجتمعوا علي تعيينك لهم رئيساً او اغلبيتهم
حتي نكن منصفين ..  اليس كذلك ؟  فأومئ الضيف رأسه موافقاً ثم اكمل الملاواني
 " اذا انت الان اعلي سلطة ونفوذ فى الجزيرة ، وتمثل للشعب اللسان والشخصية والعقل المدبر لهم فى شئون جزيرتهم
 التي يسكنون فيها ، وقبل ان تصير رئيساً فانت من المفترض انك قد قدمت برنامجاً عليك تنفيذه فى حال اصبحت رئيس
 وهذا البرنامج يعتبر اتفاق بينك وبين الناس علي كيفية ادارة شئونهم  وعندما تقرر شيئاً ما او تحل معضلة ما اصابت تلك الجزيرة
 وذلك القرار او الحل سوف يمس بمصالح الناس  هنا فانت مجبر كرئيس ان تترك الشعب يختار وذلك من خلال مجلس انتخبه الشعب
مكوّن من اعضاء كل عضو ممثل عن دائرة ما تجمع العديد من الناس ، وهؤلاء الاعضاء بدورهم هم الاقرب للناس ويتعاملون معهم
 بشكل مباشر ويعلمون ماذا يريدون بالتحديد وتبدأ المناقشة واعطاء الموافقة علي القرارات او الرفض مع ايضاح الاسباب
 اليس كذلك ؟؟؟  فأومئ الضيف رأسه مرة آخري ولكن هذه المرة بسخرية  وقال "  اشكرك علي تلك المعلومات القيمة ! "
فأجاب الملاواني  بشعور من الحسرة " نعم  اعلم انها بديهيات الان وهذا ما تعلمناه يا صديقي  ولكن ككل شئ فى الحياة
هناك جانب نظري وجانب عملي وهما من المفترض ايضاً انهما متطابقين او مكملين لبعضهم البعض ، ولكنه ليس للاسف
فى مجتمع الجزيرة ،  خاصة وانك تشعر بانهم منفصلين تماماً وتراهم كأنهم مصابين بإنفصام فى الشخصية
  الجانب النظري كان ما سبق من الكلام  اما الجانب العملي فهو ما سبق  ايضاً ولكنه حدث بالفعل  "
هنا ظهرت علامات الدهشة علي الضيف من كلمات الملاواني الأخيرة  وهمَ بالسؤال  قائلاً "ماذا حدث اذا " ؟
ولكن قبل ان يتكلم الملاواني  صاح به الضيف وهو يقف استعداداً للمغادرة وقال له
 " دعنا  اولاً نكمل الحديث في مكان آخر فالطقس  هنا اصبح حاراً "
فوافق الملاواني وذهبا الي الكافتيريا المجاورة للشاطئ ليكملا الحديث .... 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

عنوان بلا عنوان

  مرهق للغاية، اشعر بالتوتر والخوف ، وكأن ثقل كبير علي راسي وجسدي، الوقت ضيق، دايما ليس هناك متسع لفعل ما يجب ، او مساحة للتعبير بحرية ، لا ...