لم يكن بالنسبة لى يوماً حلماً لى ، ولكنى وجدته بداخلى كسريان الدم فى العروق
حينما احمل بندقية القنص ، اشعر بان جزء من جسدى قد عاد للتو ، منتهى الانسجام
اتحدث لها (اعنى البندقية) وبدورها تستمع ، وعندما تنطق هى لا تخطئ ، دائما تصيب
تقدمت فى البداية كأى مواطن عادى ، كان امر واقع ، كنت اعتقد اننى سأنال الاعفاء وينتهى الامر
ثم اكتشفت ان هناك مزيداً من الوقت سينقضى وسيمر قد تخرج بعدها شخصاً آخر
وهذا ما حدث !
فى البداية افكارى كانت لا تتعدى الفكرة العامة ، شهوراً واياماً ستنقضى طولاً وعرضاً
مثلى مثل كل من تقدم وانتهت خدمته بعد ذلك ، ولكن شئ ما راودنى فى مخليتى
ايقظ شيئاً كان نائماً طوال عشرين عاماً المتمثله فى فترة قضاء حياتى على ظهر الارض
تذكرت وانا صغير ، والسلاح البلاستيك فوق الاسطح والمنازل ، تدريباتى اليومية على النشان
احياناً كان الهدف بعض الافراد ، ولكن لم اكن استهوى ايذاء احد ، كنت اخاف المشاكل
صحيح كان الامر يستهوانى بشدة فى بعض الاحيان ، ولكن مخافة ان ينكشف امرى
كان عاملاً لى على الحذر
فى البيت ، مثل الجندى المحارب ، اقوم بالانبطاح ارضاً ، التركيز على الوضعية ثم التصويب
بعدها كان احد فى المنزل يعلوا صوته فى الصراخ تأنيباً لى ، ولم اكن اهتم !
الان انا فى تلك الوضعية من جديد ، ولكن بسلاح آلى ووحدة عسكرية ومرمى نشان
تغيرت امور كثيرة ، بعد ان كبرت قليلاً انتهى عهدى باللعب ، كانوا يروننى ويشيرون لى بان اتوقف
انت الان صرت كبيراً ، ولهذا نسيت الامر ، ولكن ليست لتلك الدرجة من النسيان
فأنا الان اتذكر جيداً كل شئ ، وكأننى اقوم بإدخال المشط واستعد ثم التصويب واضرب
مشهدان متماثلان فى المضمون ولكن يختلفان فى الواقع كثيراً ، الفارق ان احدهما اعيشه
والاخر يمر فى نفق الذكريات
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق