13 أبريل 2014

منذ عامين .. فى بلطيم






قصه قصيرة جداً عن وقت كنت فيه متأثر نفسياً بكل شئ حصل ليا وقتها ، فجأة تلقيت دعوة من صديق
كان لسه صديق جديد وقتها ، الكلام دا من سنتين تقريباً .. المهم الصديق دا كانت عازمنى على فرح اخته
التوقيت دا زى الايام دى ، من سنتين زى ما قولت تقريباً ، وكانت اول مرة اروح للمكان دا
بطليم
كفر الشيخ ، اتوصفلى السكة ، وروحت ووصلت ، اتخلبطت شويه وانا هناك بين الشواطئ
اعتقد ان كان هناك شاطئ اسمه الزهرة ، المكان هناك كان مليان بيوت على طراز حديث
من النوعية اللى مش بيكون فيها ناس غير كل سنه مرة ، مصيف يعنى ، وكنا فى على مشارف الصيف ..

صديقى دا ماكنش متوقع ان اجى واحضر ، قالى ان اصدقاءه الاخريين اللى كان المفروض يحضروا
بحكم انهم اصدقاء انتيم وكده ماجوش ، وانا اللى من اخر الدنيا حضرت
كان اول مره اروح بلطيم او حتى اعرف انها تقع فى محافظة كفر الشيخ ، كنت بحس انى قربت ناحيتها
فى المواصلات كل مالاقى الجو اصبح هادئ وشاعرى ومنظم ، ومكان تشعر فيه بالاسترخاء
لحد ما نزلت لاحد الشواطئ وشوفت المنطقة ، تقريباً مجرد ما تنظر للبحر الصبح بدرى من اى بلكونة
هاتحس بفارق رهيب فى نفسيتك من اليوم اللى قبله وانت قايم من النوم تصطبح باى حاجه
 متعود تشوفها فى البيت عندك ، او اى بنى ادم تشوفه فى بداية يومك ، الموضوع فى غاية الاختلاف

حتى الليل اللى متعود اعيشة فى بلدى هنا اختلف جذرياً وانا هناك ، بعد ما خلص الفرح وطلعت على شاليه
انا وصديقى وواحد كمان ، قضينا الليله فى لعب كوتشينة وكلام وكنا قاعدين فى البلكونة ونتكلم ..
ولما كل واحد راح ينام ، اخدت المفاتيح والهاند فرى تقريباً وطلعت ..
على فين ؟ ع البحر .. امتى .؟ بعد نص الليل ! ، ماهو ماكنش فيه وقت ، الصبح هانتوكل ع الله ونروح
الشاطئ كان بعيد حبتين عن الرصيف ، هناك طريق رملى يؤدئ لشاطئ البحر وبعدين هتلاقى الرملة
الكثيفة اللى ممكن رجليك تغوص فيها ، واحنا راجعين من الفرح نزلت تحت بجزمتى الجلد وسبت صديقى
والشخص اللى معاه على الرصيف لحد ما ندهوا عليا من طول الانتظار .. ولما نزلت وسبتهم قعدت اشوف المكان
والصخور واتخذت قرار وقتها ان اجى هنا بالليل لوحدى ايا كان الثمن .........
وف طريقى للعودة ليهم قعدت اتطنط على سور الرصيف واطلع وانزل من عليه زى العيال الصغيرة

كل اللى قدرت اعمله بعد نص الليل ان نزلت بضع خطوات فى الميه ، وبعدين ابتديت صراخ !!
كنت بطلع كل شئ ممكن تتخيله كابس على نفسى ، استغليت ان مفيش مخلوق فى الكرة الارضية سامعنى
دلوقت ، وانطلقت ، وباصص فى مدى بعيد لا يمكن بلوغه ، مع سماع اصوات الموج وتلاطمها
كلما اصرخ كنت اشعر ان الموج يزيد فى هيجانه الى حد شعورى بانه يقوم بالرد عليا !
شوية وقعدت العب فى الرملة وبعدين سبت نفسى على الرملة تماماً ..


الليلة دى مانسهاش ، تقدر تقول الليلة اللى اتحقق فيها حلمى وبعدت عن كل شئ كان جايبلى
الهم والغم والصداع ، تقدر تقول اتكلمت للبحر واتحديت الخوف ووقفت فى مكان كنت بحلم اكون فيه
مع العلم انى مش بقدر اعوم ، وعمرى ما وقفت على شاطئ البحر غير مرة وحيدة وانا فى رحلة مدرسية
وانا صغير ، وبسبب عامل اخر وهو انى عامل عملية فى الاذن تمنعنى من الاقتراب من الماء لعمق محدود جداً
يعنى فكرة ان انزل البحر وبعد نص الليل وفى مكان اجهله تماماً فكرة جنونية فى مثل ظروفى

روحت على الفجر ، بعد ما كل نور على الشاطئ انطفئ تماما ، الفجر أذن وانا ممدد على الشاطئ
فى وضع شبه نائم ، ماكنش فيه غير القمر والشاطئ والامواج وانا .....
قدرت اروح على نور الموبايل الخافت جداً ، كانت المشكلة فى ظهور اى شئ فى هذا الوقت
لانى لا اعرف اى شئ عن المكان غير فقط الطريق اللى اتيت منه ، وكنت هاضيع الشبشب بسبب
انى تركته فى مكان ما ولولا ستر ربنا كنت رجعت حافى القدمين !
كنت نص مبلول ، ونص مش عايز يصحى من حلم ، ونص عايز ارجع للمكان دا تانى واصرخ .... 

طلع النهار وبصيت للبحر بنظرة مضمونها ( كان نفسى اقعد معاك شويه كمان ) مع ابتسامة
تاهت بعد كده وسط الزحام  ....



هناك تعليقان (2):

  1. الله الله الله
    عشان الناس الي بتتريق عليا لما اقولهم ان البحر ععندنا حاجة تانية مبيصدقونيش وانت شاهد اهوه
    خلاص يا سيدي انا هعزمك عندنا في بلطيم في اي وقت انت تحبه :)

    ردحذف
    الردود
    1. ربنا يخليكى يارب :) ، لا الجو فعلا تحفه وجميل جداً
      لو قعدت هناك فتره هاطلع برواية ان شاء الله مش قصه قصيره بس ^_^
      ربنا يديمها عليكم يارب .. شكراً جزيلاً :) :)

      حذف

عنوان بلا عنوان

  مرهق للغاية، اشعر بالتوتر والخوف ، وكأن ثقل كبير علي راسي وجسدي، الوقت ضيق، دايما ليس هناك متسع لفعل ما يجب ، او مساحة للتعبير بحرية ، لا ...