4 أبريل 2014

الخيال السابع _ التاريخ الفعلى



هناك رغبة دائمة وملحة للغاية من ضمن الرغبات التاريخية على مدى عمرى فى ان اعرف
انا ابن مين ؟! ، اقصد اصلى منين ؟ ، بمعنى ادق منذ خمس قرون يعنى مثلا اللى انا حفيده
يبقى مين ؟! ، كان بيعمل ايه ، بيشتغل ايه ، فيما كان يفكر ،والحياة كانت عامله معاه ايه
كان ايه هدفه فى الحياه ؟؟ ، هل كان فلاح ام بلطجى ام فتوة حارة ام جندى فى جيش المماليك
او عامل بالسخرة ، كان مؤمناً ام لم يكن لدية ذرة ايمان ؟!

ايه امكانية فكرة ان اتعرف على شخص يكون مثلا يعنى جده الخامس والعشرين صديق لجدى
وكانوا شاربين سهرانين عايشين مع بعض ، ومقضين الدنيا بالطول وبالعرض
لما بسأل واشوف اجدادنا واسم العائلة الكريمة بقول اسم العائلة نفسه او اللى اطلق عليها الاسم دا
كان ابوه او جده اسمهم ايه ؟؟

هل تعلم المشكلة ان لحد القرن اللى فات لم يكن هناك بطاقات وتقريبا ، لا دا اكيد يعنى
ان كتيبة كثيرة جدا وقطاع كبير من البشر فى وقتها كانوا يعيشون على الاكتفاء الذاتى
والمعرفة الاسمية والشخصية من غير ورق او اثبات شخصية
وان الارض الفلانية كانت ملك للشخص الفلانى عن طريق نظرية وضع اليد وذلك كان قانون قديماً
حيث لم يكن هناك شئ اسمه ملك الدولة بشكل واضح ، او حيث انه لم يكن هناك وريث فعلى
او ان اصحاب الارض الفلانية هجروها للابد

التاريخ الفعلى اللى نتج عنه وجودى ، ووجودك ووجود كل الناس حاليا دول
كان اصله ايييييييييه ؟! ، هذا ما اتمنى معرفته
احب كتب التاريخ واعرف ماذا جرى لهؤلاء الناس الذين كان نصيبهم ان يولدوا ويعيشوا
فى ذلك الزمن الذى وجدوا فيه ، التاريخ يشبع لدى تلك الغزيرة التى لا يمكن ان تصل للكمال
طموح الخلود ومعرفة ماذا سيصل اليه البشر على مدى سنوات بعيدة ومقارنتها بما يحدث الان
ان اكون شاهد عيان بكل ما يحدث ، كم اتمنى ذلك
ولكن عمرى مهما طال فلن يكون بمقدار قطرة ماء نفذت من المحيط ، عقلى سيتحدد
قدراتى ستقف عند حدود معينة ، ستفقد روحى ذلك الطموح راضية او رغماً عنها ذات يوم

كنت اتمنى قديماً ان استمع الى
اجدادى الذين توفوا جميعاً ولم يكن قد تبقى الا واحداً
توفى
هو الاخر  عندما كنت صغيراً بعض الشئ ، ولم يكن هناك الا زوجاتهم (جّداتى )
ولحقت منهم بعض التاريخ البسيط عن ما كانت عليه منطقتنا عليه قبل ثورة 52
ولكن لم تسعفهم الذاكره على ما اعتقد فى معرفة حتى الان من اين اتى ذلك
 الذى اطلق على العائلة هذا الاسم وما اسم والده وجده  هو الاخر !!
ولكن كا ما اعرفه اننا الان افضل حظأ منهم على الاقل فى الوضع الراهن
وكم اتمنى اللاحقون منا ومن سيأتوا بعدنا ان يتوفر الحظ لديهم اكثر
لعلى ارسل ابتسامة لذلك الذى سيفكر فى رأسه يوماً ويبحث عنى كما اردت البحث عما سبقونى

**************


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

عنوان بلا عنوان

  مرهق للغاية، اشعر بالتوتر والخوف ، وكأن ثقل كبير علي راسي وجسدي، الوقت ضيق، دايما ليس هناك متسع لفعل ما يجب ، او مساحة للتعبير بحرية ، لا ...