15 سبتمبر 2019

ليله الوصول - مذكرات




عندما دخلت تلك الكتيبة كنا ليلاً ، تقريبا بعد السابعة بقليل وكنت مستاء للغاية، لم تكن كما تصورت، كنا في الليل ولم استطع الرؤية جيدا لان النضارة او الذي بقي منها لم يعد يصلح ان تري منه اي شئ فكنت امسك بيد زميلي القادم معى من نفس مركز التدريب (الشاب القاهري) ، سأل الصول من يستطيع الكتابة بخط جميل فرفعت يدي وسأل مره اخري من يستطيع العمل علي الكمبيوتر فرفعت يدي مرة اخري ، ثم اخد اسمي واسم من قام برفع يده معي ثم مضينا للداخل بعد التفتيش والملاحظات من الظابط الموجود حينها والذي لم اكن استمع حقاً لما يقول وليس لأني مستهتر ولكن حقاً اذني كان سمعها ضعيفاً ( سمع ونظر ماشاء الله ) !! تخيل معي كم الدعوات التي طالت ذلك المغفور له من قام بالتوقيع علي خانة لائق وتسبب بدخولي للجيش !! المهم بعد ذلك تم ايقافنا طابور و كانت هناك رغبة ملحة فى الذهاب الي الحمام وبسبب عدم الرؤية شعرت كأنما ندور فى نفس المكان ولم اعد أعلم الشمال من الجنوب او الشرق من الغرب ، فقط اتبع من يسير أمامى حتى وان ذهب الي اعلي جبل وقفز من هناك ، وبعدما اهتديت اخيراً لطريق الحمام شعرت ان مشكلة وصولي له كانت بسيطة مقارنةً بما وجدت فيه !! ( هنا لا استطيع الشرح ، اعذرني )


بعد ذلك اشار الشاويش علينا بالذهاب للعشاء اولاً فامسكت بيد زميلي لكي اسير معه ، وكان العشاء عبارة عن فول وعدس، وهما غالبا العشاء الرسمى في كل المعسكرات، الفارق فقط أن الفول والعدس لتبرئة الذمة وحفظا للاذواق كانا كأنما تم خلطهما مع اكسيد المنجنيز او سادس اوكسيد البوتاسيوم فصار طعمه هكذا! وسألت زميلي هذا وقلت : هو دا الاكل اللى هانقضي بيه بقيت الخدمه هنا ؟ و ضحكنا من الحسرة التي المت بنا ( كل كل حد لاقي ، امال فاكر هنا هتاكل ايه ) وعندما عدنا صعدنا لكي نتسلم الدولاب والسرير الخاص لكل شخص وكانت هناك ازمه فى ايجاد اي منهم او يكون صالحاً للاستخدام الادمي ولكن ما كان يشغل بالي حقاً انني كنت اتمنى ان تمضي الليله باي شكل فالشعور السائد وقتها كأنما تم اختطافى لمكان يعلم الله وحده ماذا ينتظرني فيه.... 





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

عنوان بلا عنوان

  مرهق للغاية، اشعر بالتوتر والخوف ، وكأن ثقل كبير علي راسي وجسدي، الوقت ضيق، دايما ليس هناك متسع لفعل ما يجب ، او مساحة للتعبير بحرية ، لا ...